ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟

اسكندر شديد

الخلاص موضوع مهمّ جدّاً. و لست بمبالغ إذا قلت إنّه أهمّ موضوع بالنسبة للإنسان لأنّه شَغَل فكر الربّ منذ القديم القديم. ولأجل تحقيقه ظهر الإله في الجسد. فإن كان للخلاص هذه الخطورة، فمن اللازم أن نسأل عن طبيعته ومعناه ومدلوله. فما هو الخلاص؟ وممّ ينبغي أن نخلص؟

نفهم من تعليم الكتاب المقدّس، ومن طبيعة رسالة المسيح، أنّ الخلاص هو التحرّر من سلطة الخطيّة، والخلاص من عقوبتها. وقد جاء في الإنجيل «لِأَنَّ ابْنَ الْإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» (لوقا19: 10). وفي لغة أخرى إنّ هدف المسيح من مجيئه إلى العالم هو أن يخلّص الهالكين في الذنوب والخطايا. ولإتمام هذا الغرض اتّخذ كلّ الوسائل الممكنة لإتمام ذلك الخلاص، حتّى وضع نفسه عن الخاطئ، بدافع محبّته الغنيّة في الرحمة.

زار طبيبُ «أمير كنت» والدَ الملكة فكتوريا ملكة الإنكليز وهو على فراش الموت. وإذ رآه منزعجاً قال له: «اطمئن يا مولاي، فالعناية أعطتك مركزاً صحيحاً». فأجاب الأمير «قد يكون هذا صحيحاً، ولكن خلاصي لا يتوقّف على سموّ مركزي، وإنّما على اعترافي بأنّني إنسان خاطئ، وأنّ المسيح جاء ليخلّصني». ولعلّه قال هذا وفي خاطره صدىً لكلمة الرسول بولس: «صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُولٍ: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا» (1تيموثاوس 1: 15).

ماذا أصنع لكي أخلص؟

هذا السؤال طرحه مدير سجن فيلبّي على الرسول بولس ورفيقه سيلا، منذ ما يقرب الألفَي سنة. وكان الجواب: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ» ( أعمال 16: 31) والجواب صريح جدّاً، وهو أنّه لا يطلب من الإنسان أن يصنع شيئاً لخلاص نفسه، بل أن يؤمن بالربّ يسوع المسيح الذي «لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلَاصُ» (أعمال 4: 12). هكذا قال الملاك: عن العذراء المباركة مريم «فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ، لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ» (الإنجيل بحسب متّى 1: 21). وقال يوحنّا المعمدان حين رآه «هُوَذَا حَمَلُ الإله الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ» (الإنجيل بحسب يوحنّا 1: 29).

ولكنّ الإيمان الكامل للخلاص يجب أن يقترن:

(1)بالاعتراف بالخطيّة: وفقاً للقول الرسوليّ «إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (1 يوحنّا 1: 9).

(2) بالتوبة «فَالإله الْآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا، مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ» (أعمال 17: 30). «فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ» (أعمال 3: 19).

و الإيمان المقترن بالاعتراف بالخطايا والتوبة الشاملة يتيح للإنسان:

الخلاص من دَيْنِ الخطيّة: فالمسيح في عدد من أمثاله التعليميّة وصف الخطيّة بالدَّين. ففي مثل العبد الشرّير قال «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلَافِ وَزْنَةٍ» (الإنجيل بحسب متّى 18: 23-24) وفي المثل الذي ضربه لسمعان الفرّيسيّ قال «كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ. عَلَى الْوَاحِدِ خَمْسُ مِئَةِ دِينَارٍ وَعَلَى الْآخَرِ خَمْسُونَ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعاً» (الإنجيل بحسب لوقا 7: 41-42).

فالخطية دَيْن ثقيل جدّاً، والخطاة مديونون به لله. وسواء كان الدَين كثيراً أو قليلاً فهو أكثر من أن يستطيعوا تسديده. ولهذا فهم واقعون تحت الحكم القائل «لِأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية 6: 23). ولكنّ الإله لأجل محبّته الكثيرة الغنيّة باللطف والرأفة، مستعدّ أن يغفر ويسامح، تحت شروط الإنجيل، مهما كانت الخطايا كبيرة وعديدة، كما هو مكتوب «وَلكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً» (رومية 5: 20). ازدادت النعمة لتجعل تعزيات الإنجيل أكثر عذوبة في مقابل أهوال الناموس. والواقع أنّ ابن الإله إذ اشترى الغفران للخطاة التائبين بدم صليبه، يعطيهم الوعد في إنجيله بهذه البركة، وروحه القدّوس يختم على هذا الوعد ويعزّيهم. وكذلك الذين تُغفَر لهم خطاياهم مُلزمون بأن يحبّوا من غفر لهم. وعلى قدر ما كان الخاطي ممعناً في الخطيّة قبل التجديد، وجب أن يمعن في القداسة بعده وأن يتّسع قلبه للطاعة.

 الخلاص من سلطة الخطيّة: هذا ما يحتاجه الإنسان بعد خلاصه من دَيْنها المقيت: أن يتحرّر من سلطانها، فيترك عاداته السيّئة ويكفّ عن السير بموجب ميوله ونزواته المنحرفة التي تتعامل مع العالم الذي وُضِع في الشرّير. ولبلوغ هذا الهدف يجب على الإنسان أن يجاهد باستمرار ضدّ الخطيّة لإتمام خلاصه  «تَمِّمُوا خَلَاصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لِأَنَّ الإله هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ » ( فيلبّي 2: 12-13). ونفهم أيضاً من كلمة الرسول المغبوط أنّه لا بدّ للإنسان المخلَّص بنعمة المسيح أن يتقدّس يوماً فيوماً، متحرّراً من رواسب الخطيّة، إلى أن يصل إلى المجد الأبديّ. «إِنَّ خَلَاصَنَا الْآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا» (رومية 13: 11).

فالخلاص هو تحرير الإنسان من دَيْن الخطيّة وسلطتها وعبوديّتها روحاً ونفساً وجسداً، إلى أن يقف قدّام الإله قدّيساً بلا لوم في المحبّة.

ولربّ سائل يقول: ولكن لماذا كلّ هذا الاهتمام من الإله بالخاطئ المتمرّد الّذي أخطأ باختياره؟ ولماذا لا يتركه الإله يتحمّل مغبّة أفعاله الرديّة وينال جزاءه العادل؟ فلهذا أقول: هناك جواب واحد وهو قول المسيح: «لِأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ الإله الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّة» (الإنجيل بحسب يوحنّا 3: 16).

في ختام دفاعه الرائع عن المتّهم، ختم المحامي الذائع الصيت «سرجون برنتس» بهذا القول « لقد قرأت في كتابٍ ما أنّ الإله في مشورته الأزليّة سأل العدالة والحقّ والرحمة. هل أخلق الإنسان؟ فأجابت العدالة: لا تخلقه، فأنّه سيدوس جميع شرائعك ونظمك ومبادئك. وقال الحقّ: لا تصنعه لأنّه سيكون بشعاً وسيسعى دائماً وراء الكذب والباطل. حينئذٍ قالت الرحمة أنا أعلم أنّ الإنسان سيكون شقيّاً، ولكنّني سأتولاّه وسأسير معه في كلّ الطرق المظلمة التي يجتازها، حتّى آتي به إليك في النهاية».

لقد خلق الإله الإنسان على أحسن تقويم، إلاّ أنّ الإنسان سقط واندفع وراء ميوله وتوغّل في عالم الفساد في كلّ طمع. ولكن رحمة الإله تداركته بالمحبّة، ودبّرت له الخلاص الكامل الشامل الأبديّ.

اتّكِل على محبّة الإله في المسيح الذي يقول «اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الْأَرْضِ لِأَنِّي أَنَا الإله وَلَيْسَ آخَرَ» (إشعياء 45: 22). «هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ» (إشعياء 1: 18).

افتح للمسيح باب قلبك ولا تتردّد، لأنّه ينتظر هذا منك قائلاً: «هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي» (رؤيا 3: 20).

طريق الخلاص

لا يمكن أن يتمّ خلاص الإنسان إلاّ بترتيب من الإله الذي لا يستطيع أحد غيره أن يجمع بين العدل والرحمة، وبين القداسة والمحبّة. فالإله فعل هذا بالفداء العجيب الذي أُكمِل عند ملء الزمان على جبل الجلجثة، فتمّ ما تنبّأ به المرنّم: «الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلَامُ تَلَاثَمَا» (مزمور 85: 10).

على صعيد الفداء بدأ الإله غير المحدود في قداسته وكرمه وجوده في جانب، وفي الجانب الآخر الإنسان الجاني الملوَّث بآثامه، وفي الوسط صليبٌ ارتفع عليه يسوع الفادي ليعبّر عن محبّة الإله «اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لِأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ» (رومية 8: 32). وصار القول «أَيْ إِنَّ الإله كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ» (2 كورنثوس 5: 19).

ولم يكن خلاص الإله الذي أعدّه للإنسان أمراً طارئاً، بل هو ترتيب إلهيّ أزليّ، أُكمِل وفقاً لحكمة الإله وفي مشورته المحتومة التي سبقت فعيّنتنا للتبنّي بيسوع المسيح لنفسه، حسب مسرّة مشيئته، لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب، الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا، حسب غنى نعمته التي أجزلها لنا بكلّ حكمة وفطنة ( أفسس 1: 5-8).

فأساس خلاص البشر هو الفداء الذي أكمله المسيح، الذي كان لا بدّ لتنفيذه أن يتجسّد الكلمة الذي كان في البدء عند الإله، ويشترك مع الجنس البشريّ في اللحم والدم كوسيلة للوصول إلى مذبح الصليب للتكفير عن خطايا الإنسان، كما هو مكتوب «فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الْأَوْلَادُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ» (عبرانيّين 2: 14-15).

آيات خلاصيّة

«آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ» (أعمال 16: 31)

«فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ» ( أعمال 3: 19).

«تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ» (أعمال 2: 38).

«إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (1 يوحنّا 1: 9).

«إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ الإله أَقَامَهُ مِنَ الْأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ» (رومية 10: 9).

«لِأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالْإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ الإله» ( أفسس 2: 8).

«لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ» (رومية 10: 13).

«وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإله الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ» (الإنجيل بحسب يوحنّا 17: 3).

«وَلكِنِ الْآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ» (أفسس 2: 13).

« إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (1 يوحنّا 1: 7).

«لِأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ، وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ» (كولوسي 1: 18-20).

«عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لَا بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الْآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلَا عَيْبٍ وَلَا دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفاً سَابِقاً قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ» (1بطرس 1: 19 ، 20).

«الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا» (أفسس 1: 7).

ما هو قرارك

أيضا

لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

هل تعلم

أن الإله يحبك؟

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

الأخ جوزيف سلوم

يا لها من حقيقة رائعة أن تعرف أن الإله يحبك.

قد تقول: أنا اعرف أن الإله يحب العالم، لكن هل تعلم أن الإله يحبك شخصياً؟ لقد أحبك في الماضي واعتنى بك وهو يحبك الآن ويرعاك بل ويشعر معك في كل ما تمر به من ظروف صعبة وآلام شديدة، نفسية كانت أم عاطفية أم جسدية. إنه يعتني بك ويحميك ويريد أن يحمل همومك ويساعدك، رغم عدم إدراكك لذلك بل وحتى رغم تذمرك عليه أحياناً. إن الإله مشتاق إليك لكي تعلم أنه يحبك شخصياً. قد لا تكون راضيا على نفسك، قد تشعر أنك غير محبوب من الآخرين، رغم محاولاتك العديدة بل وبحثك المتواصل عن صديق محب وسط ضغوطات ومصاعب وآلام هذه الحياة.

عزيزي مهلاً إن عندي أخباراً سارة من الإله، وهو يريدك أن تعرفها، كما يقول الكتاب المقدس:

لأنه هكذا أحب الإله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

يوحنا 3: 16

إن الإله يحبك محبة شخصية.

إن الإله يحب العالم، كل العالم بمن فيهم أنت. قال الرسول بولس، الذي اضطهد المسيحيين قبلاً وقتلهم، عن هذه المحبة أنه "أي المسيح" أحبني واسلم نفسه من أجلي. لقد تعرف هذا المتدين اليهودي، والمضطهد للمؤمنين الحقيقيين بيسوع المسيح، بالإله بصورة جديدة لم يعرفها قبلاً! وتيقن فيها أن الإله يحبه شخصياً، والإله الذي أحب بولس و المرأة السامرية الزانية وزكا جابي الضرائب واللص القاتل ، ونيقوديموس المتدين يحبك أنت أيضاً.

وقد تتساءل : كيف أعرف أنه يحبني ؟ إن الجواب على هذا السؤال تجده في كتاب الإله الوحيد، الكتاب المقدس.

غلاطية 2: 20

إن الإله يحبك رغم موتك الروحي.

إن الإنسان هو روح ونفس وجسد، والإله يحبك رغم أن روحك ميتة بسبب خطاياك التي فعلتها، بالقول والفعل، خفية أو علانية. يقول الكتاب: أنتم أموات بالذنوب والخطاي،أي أننا منفصلون عن الحياة الحقيقية التي هي لله الواحد جلّ جلاله. والميت روحياً لا يستطيع أن يتصل بالحيّ لان الإله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا. وبما أن روحك ميتة فأنت غير قادر على أن تتصل بالإله الحيّ، أو أن يكون لديك علاقة شركة روحية مقبولة معه، حتى رغم كل تدينك وصلواتك وأصوامك وصدقاتك وإماتاتك، ذلك لأنك بحاجة قبل كل شيء إلى أن تحيا من موتك الروحي.

افسس 2 : 1 يوحنا 4: 24

إن الإله يحبك ولكن ليس على حساب قداسته.

قدوس هو الإله، وهذا يعني أن عيناه أطهر من أن تنظرا الشر، وأنه منزه ومرتفع عن خليقته، فهو أطهر من الثلج وأنقى من الشمس بل إن السماء والأرض ستهربان من أمام وجهه القدوس لأنها لا تستطيع الوقوف أمام نور وجهه.
وبما أن الإنسان خاطئ بطبيعته، ويمارس أيضاً الكذب، والسرقة، الزنى والشهوة الرديئة، بالإضافة إلى الحلفان والكلام البذيء والنكت النجسة والرخيصة، و... فهو في هلاك أبدي أكيد. والإله لن يساوم على قداسته رغم محبته العظيمة للإنسان الخاطي الضعيف، ولذلك...

حبقوق 1 : 13 رؤيا 20 : 11

فإن الإله المحب قد أعد الطريق الوحيد لكي تصل إليه.

لقد ترك المسيح، كلمة الإله الأزلي، عرشه السماوي وتأنس من مريم العذراء المباركة، مولوداً في مذود، وعاش في الأماكن الوضيعة، وهو الذي يقول عنه الوحي المقدس: في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الإله وكان الكلمة الإله...والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده، لكننا ضربناه واضطهدناه وبصقنا في وجهه، بل وجلدناه وكلّلنا رأسه بالشوك وحمّلناه صليباً خشناً إلى الجلجثة، وهناك حمله هذا الصليب حتى أسلم الروح، رب المجد مات من أجلك طوعاً واختياراً رغم أنه لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر، لقد مات البار مات من أجل الأثمة، نعم لقد مات يسوع المسيح على الصليب وبذلك جعل " الإله " الذي لم يعرف خطية "أي المسيح"، خطية لأجلنا، لنصير نحن برّ الإله فيه، أي أن المسيح البار مات ظلماً، ولكن ليس بضعف أو رغماً عن إرادته. لقد مات بإرادته وقام بقوته الذاتية ولذلك فهو الوحيد في السماء والأرض الذي يقدر الآن أن يعطي الإنسان الميت روحياً روحاً جديدة وحياةً جديدة. لقد أوضح المسيح هذه الحقيقة العظيمة لمعلم إسرائيل الديني ومرشدها نيقوديموس بقوله : الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الإله. المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح. لا تتعجب أني قلت لك ينبغي أن تولد من فوق، الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب هكذا كل من ولد من الروح. ولذا فإن ولادتك الروحية من الماء أي من كلمة الإله الحية ومن الروح أي الروح القدس شرط أساسي لخلاصك لأن المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح كما يوضح الرب.

إن حاجتك ليست لتدين ولا لممارسات دينية معينة حتى تنال الحياة الأبدية بل إن حاجتك هي أن تولد من الإله وهذه الولادة الإلهية يجريها الإله المحب بروحه القدوس. فكما أنك لا تقدر أن تعرف من أين تأتي الريح ولا إلى أين تذهب، هكذا يكون كل من يولد من الروح. إنه عمل الإله وليس عمل إنسان. وبناءً عليه فإن الإنسان الخاطي الشرير ينال الغفران والتبني الإلهي كما هو مكتوب: أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الإله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الإله، فما عليك إلا أن تطلب منه وهو مستعد أن يعطيك هذه الحياة الإلهية الجديدة.

1كورنثوس 2: 8. 1بطرس2: 22 و 3 : 18. 2كورنثوس 5 : 21. يوحنا 2 : 18-22و3 : 5 -8 يوحنا 3 : 6 و يوحنا 1 : 12-13.

إن الإله يحبك ويريدك أن تتوب إليه راجعاً.

إن اقتناعك بضرورة الولادة الجديدة يتطلب منك أن تأخذ أولاً موقف التوبة الصادقة، أي رفضك الفكري والقلبي لطرقك الرديئة واختيارك لأن تعود إليه رافضاً طرق العالم وأفكاره وشهواته، بل وأيضاً تدّينه الظاهري الكاذب، واثقاً بمحبة الإله الأبوية، متكلاً على نعمته العظيمة التي لا يعبر عنها.

مرقس 1: 15 أفسس 2: 8-9

إن الإله يحبك ويريد أن ينقذك من النار الأبدية.

إن رفضك للولادة الجديدة، يعني فعلياً، رفضك لمحبة الإله العظيمة، وهذا يعني أيضا أنك تحكم على نفسك بالهلاك الأبدي في بحيرة النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته والتي سيشعلها الرب بنفخة فمه. صحيح أن الإله محبة، وصحيح أيضاً أنه لا يسر بموت الأشرار بل بتوبتهم ورجوعهم إليه ولكنه أيضاً لهٌ قدوس لا يقدر أن ينكر قداسته وكرهه للشر. لذلك فإنه يترك لك الآن حرية الاختيار، فإما أن تذهب إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته أو أن تأتي إلى المسيح وتقبل موته البديلي عنك فتنجو به إلى الأبد وتنال الحياة الأبدية.

إشعياء 30: 33. حزقيال33: 11. 1يوحنا 4: 16. متى 25: 41. إشعياء 6: 3

إن الإله يحبك فهل تأتي إليه ؟

هوذا المسيح لا يزال فاتحا ذراعيه قائلاً:

تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيليّ الأحمال وأنا أريحكم. إن الإله الصادق والأمين يحفظ وعوده، فهل تؤمن به وتقبل محبته؟

إن كنت ترغب في اختبار محبة الإله، فأرجو أن تدعوه ليخلصك، إنني أقترح عليك هذه الصلاة :

أيها الإله المحب أشكرك لأنك تحبني وتريدني أن أتعرف بشخصك العظيم، إنـّي بحاجة إليك وإلى محبتك، إنني أتوب إليك وأفتح قلبي لك، أغفر خطاياي وسامحني، ادخل قلبي وامتلكني، أرجوك أن تخلصني من الهلاك وأن تعطني الحياة الأبدية باسم يسوع المسيح أصلي، آمين.

إن صليت هذه الصلاة من كل قلبك، فثق أنه قد سمع صلاتك وأنك قد أصبحت الآن من أولاد الإله الواحد العظيم.

وها هو المسيح يقول لك:

الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية.

متى 11 : 28 و يوحنا 6 : 4

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الإله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.

خطة الإله للإنسان